البلد والحصن وواظب الزحف إليهما والشد عليهما. فلما عاين صاحبها شدة الأمر والاستمرار على الاقامة والمصابرة راسل في بذل الطاعة والمناصحة والسؤال في إقراره على ما كان عليه في أيام أبيه فحملته عاطفة القربى على احتمال ما جرى والاغضاء عما سلف وأجاب إلى ما التمس ونزل على إيثاره ما طلب وتقرر الأمر بينهما على ما اقترح وعاد شمس الملوك في العسكر إلى دمشق ظافراً مسروراً في أوائل المحرم منها
[سنة سبع وعشرين وخمسمائة]
في المحرم منها وردت الأخبار من ناحية الافرنج بوقوع الخلف بينهم من غير عادة جارية لهم بذلك ونشبت المحاربة بينهم وقتل منهم جماعة. وفيها صادف جماعة من التركمان صاحب زردنا في خيله فظفروا به وقتلوه ومن معه واشتملوا على خيولهم وكراعهم. وقيل إن ابن الدانشمند ظفر بفريق وافر خرج من القسطنطينية فأوقع به وقتل من كان فيه من الروم وغيرهم
وفي سابع عشر جمادى الآخرة غار الأمير سوار من حلب في خيله على تل باشر فخرج من فيه من أبطال الافرنج إليه فقتل منهم تقدير ألف فارس وراجل وحمل رؤوسهم إلى حلب.