في الوثوب عليه وقتله ما أزعجه وأقلقه ورحله عنها لكشف الحال الحادثة بالموصل مما يأتي شرح ذلك في موضعه وفي جمادى الأولى منها ورد الخبر بأن الأمير عماد الدين أتابك انتهى إليه أن أهل الحديثة عانة قد خالفوا أمره وعصوا عليه فأنهض إليها من عسكره فريقاً وافراً فقصدها ونزل عليها وحاربها وضايقها وملكها بالسيف وقتل أكثر أهلها ونهبها وبالغ في اهلاك من بها وفي شهر رمضان منها ورد الخبر من ناحية الشمال بأن عسكر الافرنج المجتمع بناحية أنطاكية لإنجاد أهل الرها من جميع أعمالها ومعاقلها..... وكان عماد الدين أتابك قد أنهض إليه جيشاً وافر العدد من طوائف التركمان والأجناد فهجموا عليه بغتةً وأوقعوا بمن وجدوه في أطرافه ونواحيه وفتكوا به فرحل في الحال وقد استولوا على كثير من الافرنج قتلاً وأسراً واشتملوا على جملة وافرة من كراعهم وتحكم السيف في أكثر الراجل وتفرقوا في أعمالهم ومعاقلهم مفلولين مخذولين خاسرين. وفيها كانت الحادثة على الأمير نصير الدين جقر بن يعقوب النائب عن الأمير عماد الدين في ولاية الموصل