تمكنت من أخشابها وابادتها فوقع السور في الحال وهجم المسلمون البلد بعد أن قتل من الجهتين الخلق الكثير على الهدم وقتل من الافرنج والأرمن وجرح ما أوجب هزيمتهم عنه وملك البلد بالسيف في يوم السبت سادس وعشرين من جمادى الآخرة منها ضحوة النهار. وشرع في النهب والقتل والأسر والسبي وامتلأت الأيدي من المال والأثاث والدواب والغنائم والسبي ما سرت به النفوس وابتهجت بكثرته القلوب وشرع عماد الدين أتابك بعد أن أمر برفع السيف والنهب في عمارة ما انهدم وترميم ما تشعث ورتب من رآه لتدبير أمرها وحفظها والاجتهاد في مصالحها وطيب بنفوس أهلها ووعدهم باجمال السيرة فيهم وبسط المعدلة في أقاصيهم وأدانيهم. ورحل عنها وقصد سروج وقد هرب الافرنج منها فملكها وجعل لا يمر بعمل من أعمالها ولا معقل من معاقلها فينزل عليه إلا سلم إليه في الحال وتوجه إلى حصن البيرة من تلك الأعمال وهو غاية في الامتناع على طالبه والصعوبة على قاصده فنزل عليه وشرع في محاربته ومضايقته وقطع عنه سائر من يصل إليه بالقوت والميرة والمعونة والنصرة ولم يزل محاصراً له ومحارباً ومضيقاً إلى أن ضعف أمره وعدمت الميرة فيه. وورد على عماد الدين وقد أشرف على ملكته من خبر نائبه في الموصل الأمير جقر بن يعقوب