ووصل إليه من الفل أخوه شمس الملوك دقاق ابن السلطان تاج الدولة من ناحية دياربكر وجماعة من خواص عسكره المفلول وأقام بحلب مدة يسيرة وراسله الأمير ساوتكين الخادم المستناب في القلعة والبلد وقرر له ملكة دمشق سراً فخرج في الحال من حلب من غير أن يعلم به أحد وجد في سيره ليله ونهاره فلما عرف الملك فخر الملوك خبره أنهض عدة من الخيل في أثره ففاتهم ولم يعرفوا له خبراً ولا وجدوا له أثراً ووصل إلى دمشق وحصل بها وأجلسه ساوتكين في منصب أبيه السلطان تاج الدولة وأخذ له العهد على الأجناد والعسكرية واستقام له الأمر واستمرت على السداد الأحوال. وفي هذه السنة وردت الأخبار من ناحية الحجاز بأن الأمير اصفهبذ وصل إلى مكة في أربعمائة فارس من التركمانية فقاتل أهلها فقهرهم وملكها وقتل خلقاً كثيراً من حرابتها من أصحاب ابن أبي شيبة وانهزم ابن أبي شيبة وجمع الأشراف من مكة وحصل بها وأقام بها مديدةً يسيرةً ورحل عنها
وفي هذه السنة وردت الأخبار بخلاص الأمير ظهير الدين طغتكين أتابك من اعتقاله عقيب الكسرة التاجية وتوجه عائداً إلى دمشق وخرج صاحبه السلار حصن الدولة بختيار شحنة دمشق نحوه لتلقيه والعود في خدمته. وقد كان هذا الأمير المذكور في حداثة سنه ونضارة غصنه قد حظي عند السلطان الشهيد تاج الدولة ورشحه بحجره وقدمه على أبناء جنسه من خواصه