للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

باستقراره بها. ووصل عقيب انفصاله الأمير ياغي سيان من انطاكية إلى حلب وشرع في التدبير والتقرير بها والأمر والنهي في عسكريتها وأهليها وبرز الملك رضوان وياغي سيان من حلب في العسكر إلى ناحية شيزر عازماً على الاحتشاد والتأهب والاستعداد لمعاودة النزول على دمشق فأقاموا على شيزر تقدير شهر ووقع الخلف بين مقدمي العسكر فتفرقوا وعاد كل منهم إلى مكانه وعاد الملك إلى حلب. وفي هذه السنة ورد على فخر الملوك رضوان كتاب المستعلي بالله صاحب مصر مع رسوله يلتمس منه الدخول في طاعته وإقامة الدعوة لدولته وكذلك كتاب الأفضل يتضمن مثل هذه الحال فأجابهما إلى ما التمساه وأمر بأن يدعى للمستعلي على المنبر وللأفضل بعده ولنفسه بعده وأقامت الخطبة على هذه القضية تقدير أربع جمع وكان الملك رضوان قد بنى الأمر في ذلك على الاجتماع مع العسكر المصري والنزول على دمشق لأخذها من أخيه الملك دقاق فوصل الأمير سكمان بن ارتق وياغي سيان صاحب انطاكية إلى حلب وانكرا على الملك الدخول في هذا الأمر واستبدعاه من فعله وأشارا عليه بابطاله واطراح العمل به فقبل ما أشير إليه وأعاد الخطب إلى ما كانت عليه وفي أول شهر ربيع الأول من السنة وردت الأخبار بخروج العسكر المصري من مصر ونزوله على ثغر صور عند ظهور عصيان واليه المعروف بالكتيلة وخروجه عن الطاعة والايثار للخلف والعدول عن المخالصة في الخدمة والعود للمبايعة ولم يزل العسكر منازلها ومضايقاً عليها إلى أن