على أعمال أنطاكية فعند ذلك عصى من كان في الحصون المعاقل المجاروة لأنطاكية وقتلوا من كان فيها وهرب من هرب منها وفعل أهل ارتاح مثل ذلك واستدعوا المدد من الافرنج. وفي شعبان ظهر الكوكب ذو الذؤابة من الغرب وأقام طلوعه تقدير عشرين يوماً ثم غاب فلم يظهر وكان قد نهض من عسكر الافرنج فريق وافر يناهز ثلاثين ألفاً فعاثوا في الأطراف ووصلوا إلى البارة وفتكوا فيها تقدير خمسين رجلاً وكان عسكر دمشق وصل إلى ناحية شيزر لانجاد ياغي سيان فلما نزلت هذه الفرقة المذكورة على البارة ونهضوا نحوهم وتطاردوا وقتل منهم جماعة وعاد الافرنج إلى الروج وتوجهوا إلى أنطاكية. وغلا سعر الزيت والملح وغير ذلك وعدم في أنطاكية وتواصل ذلك إليها سرقةً فرخص فيها وجعل الافرنج بينهم وبين أنطاكية خندقاً لكثرة الغارات عليهم من عسكر أنطاكية وقد كان الافرنج عند ظهورهم عاهدوا ملك الروم ووعدوه بأن يسلموا إليه أول بلد يفتحونه ففتحوا نيقية وهي أول مكان فتحوه فلم يفوا له بذلك ولا سلموها إليه على الشرط وافتتحوا في طريقهم بعد الثغور والدروب. وفي هذه السنة وردت الأخبار من ناحية حلب بفساد حال رئيسها المعروف بالمجن لما كان عليه من التمكن والغلبة على الأمر وارتكاب