ومسبب الأسباب بقدرته وقصدوا ناحية الجزيرة وذلك في أول صفر من السنة وفي هذه السنة وردت الأخبار بهلاك صنجيل مقدم الافرنج النازلين على ثغر طرابلس في رابع جمادى الأولى بعد أن كان الأمر استقر بينه وبين فخر الملك بن عمار صاحب طرابلس من المهادنة على أن يكون ظاهر طرابلس لصنجيل بحيث لا يقطع الميرة عنها ولا يمنع المسافرين منها. وفي أول السنة ورد الخبر بوصول السلطان محمد تبر ابن ملك شاه إلى الموصل ونزوله عليها وخروج الأمير جكرمش صاحبها إليه باذلاً له الطاعة وشروط الخدمة ورحل عنها. وفي هذه السنة وردت الأخبار من ناحية العراق بوفاة السلطان بركيارق ابن السلطان ملك شاه رحمه الله بنهاوند بعد أن تقررت الحال بينه وبين أخيه بحيث تكون مملكة خراسان بأسرها للسلطان أبي الحرث سنجر وأصفهان وأعمالها وبغداد وما والاها برسم السلطان بركيارق والسلطنة له وأرمينية وأذربيجان وديار بكر والموصل والجزيرة والشام وما يليها للسلطان محمد تبر. وتوجهت عساكر السلطان بركيارق بعد وفاته إلى بغداد ومقدمها الأمير اياز ومعه الأمير صدقة بن مزيد بن دبيس وتوجه السلطان محمد إلى بغداد أيضاً. فلما عرف الأمير اياز خبره خاف منه على نفسه فهرب منه ومعه ولد السلطان بركيارق ودخل السلطان محمد بغداد ووصل إليه الأمير سيف الدولة صدقة بن مزيد الأسدي واستقر أمره معه. وعرف اياز إن حاله لا تستقر إلا بالعود إلى طاعة السلطان محمد والدخول في جملته والكون في خدمته فراسله والتمس الأمان منه والتوثقة باستحلافه على الوفاء بما عاهده عليه فأجابه إلى ما رامه منه ووصل إليه في العسكر مع ولد السلطان