للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

من في الشام، ولم يبق في عينه منهم أمر يحفل به من جهتهم. فنهض ظهير الدين أتابك عند معرفته قصده في عسكره ونزل في المنزل المعروف برأس الماء ثم رحل عنه إلى اللجاة ونهض الافرنج في أثره إلى الضمين ففرق أتابك العسكر عليهم من عدة جهات وبث في المعابر والمسالك خيلاً يمنع من حمل المية إليهم وضايقهم مضايقةً ألجأتهم إلى الدخول في حكم المسالمة والموادعة وترددت المراسلات في ذلك إلى أن استقرت الحال بينهما على أن يكون لبغدوين النصف من ارتفاع جبل عرف والسواد والجبانية مضافاً إلى ما في يده ومن هذه الأعمال التي يليها في أيدي العرب من آل جراح وكوتب بينهما هذا الشرط ورحل كل منهما منكفئاً إلى عمله في آخر ذي الحجة منها. وقد كان الأمر تقزر مع السلطان غياث الدنيا والدين على انهاض العساكر عقيب تلك الاستغاثة المقدم شرحها ببغداد والتقدم إلى الأمراء بالتأهب للمسير إلى الجهاد فتأهبوا لذلك وكان أول من نهض منهم إلى أعمال الافرنج الأمير الاسفهسلار شرف الدين مودود صاحب الموصل في عسكره إلى سنجتان فافتتح تل مراده وعدة حصون هناك بالسيف والأمان