للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

تخلية صدره بتفخيم أمره وتجدد الصنيعة عنده بما يكون لواجب حقوقه قضاءً ولمصالح مساعيه كفاءً ولمحله المرموق لائقاً ولموضعه من الدولة مضاهياً مطابقاً فرأيناه أحق من أفيضت عليه ملابس الانعام وحبي من الكرامة بأوفر الأقسام ورفع من مراتب الاجتباء والاختصاص إلى الذروة والسنام ورشح لكفاية المهام وتدبير الأمور الجسام وأوطئ عقبة الكماة الأنجاد ورد إلى ايالته الأمصار والأجناد رسمنا أن نجدد له هذا المنشور بإمارة الشام ونقرر عليه جميع ما دلت عليه المناشير المنشأة المتضمنة لأسامي البلاد الموجبة له صارة رسمه معما يجري معها ويضاف إليها من النواحي والضياع والحصون والقلاع حسبن ما أورد ذكره مفصلاً في هذا المثال وجعلناها نعمةً مصونةً من الارتجاع وطعمةً محميةً من الانتزاع قلدناه في عامة تلك البقاع أعمال الحرب والمعاون والأحداث والأخرجة والأعشار وسائر وجوه الجبايات والعروض والاعطاء والنفقة في الأولياء والمظالم والأحكام وسائر المستظهر عليه بنظر الولاة الكفاة والنصحاء الثقاة رعايةً لحقوقه اللازمة ومحافظةً على أذمته المتقادمة وثقةً منه باستدامة النعمة وارتباطها بالتوفر على شرائط الخدمة واستدعاء مزيد الاحسان واستيفاء عوائد الاصطناع بدوام النصح وفضل الاستقلال والاضطلاع والله تعالى يجرينا على أحسن عوائده بإصابة شاكلة الصواب في اختيار الأولياء ويلهمنا المرشد في مرامي الأفكار ومواقع الآراء. ولا يخلينا في اصطفاء من يصطفيه واجتباء من يجتبيه من مساوقة التوفيق لما نرتاده ونرتنيه أمرناه بتقوى الله وطاعته واستشعار خيفته ومراقبته والالتجاء منها إلى الحصن الأمنع والظل الأمتع والاستظهار منها بالذخر الأتقى