وعاد ظهير الدين أتابك وسيف الدين اق سنقر البرسقي في عسكريهما إلى دمشق مسرورين بالظفر السني والنصر الهني والغنائم الوافرة والنعم المتوافرة فلم يفقد من العسكرين بشر ولا أصابهم بؤس ولا ضرر ووصلا البلد بالأسرى ورؤوس القتلى وخرج الناس من البلد لمشاهدتهم واستبشروا بمعاينتهم وسروا بنظرهم سروراً واصلوا معه حمد الله مولى النصر ومانح القهر وشكروه تعالى على ما سناه من الاستظهار المبين بالاستعلاء المشرق الجبين. وأقام اق سنقر البرسقي أياماً بعد ذلك وتوجه عائداً إلى بلده بعد استحكام المودة بينه وبين ظهير الدين والمصافاة والموافقة على الاعتضاد في الجهاد متى حدث أمر أو حزب خطب. وقد كان في هذه السنة وردت الأخبار قبل عود ظهير الدين من العراق بالكائنة الحادثة من الباطنية في الدركاه السلطانية وقتلهم الأمير أحمديل فيها في المحرم منها مع وجاهته وتزايد حشمته ووفور عدته وأكثر الناس التعجب من هذا الاقدام المشهور والفعل المذكور ولله عاقبة الأمور وفيها وردت الأخبار من ناحية حلب بقتل لؤلؤ الخادم الذي كان غلب أمره فيها وعمل على قتل ولد مولاه الملك البارسلان بن رضوان في ذي الحجة منها بأمر دبره عليه أصحاب الملك المذكور