أنه يريد الصلاح والدفع عن البلد ولم يكاشف في الأمر ووجد الناس حجةً للمقال والشكوى لما يجري عليهم فلما كان في بعض الأيام خرج قوم من المغاربة يطلبون الطرق فظفروا برفقة قافلة في طريق الحرجلة قد أقبلت من حوران فأخذوها وقتلوا منها ثلاثة نفر فجاء أهل القتلى وحملوهم وطرحوهم في الجامع فكثر الناس عليهم وبالغوا في المقال والانكار لأجلهم وغلقت الأسواق ومشى الناس بعضهم إلى بعض ونفرت قلوبهم واستوحشوا وخافوا. فلما كان يوم الاثنين السابع عشر من ذي القعدة من السنة سمع صبي يصيح على بعد: النفير النفير إلى قينية إلى اللؤلؤة. فقال قائل: كان بالامس آخر النهار قوم من المغاربة ومن البادية في جنينة في القنوات فقتلت المغاربة من البادية ابن عم لورد بن زياد وقد وقع بينهم حرب وقد ثارت الفتنة بباب الجابية فخرج رجل من العسكرية يقال له نفاق ابن عم لأبي محمود فظهر القوم من غد في طلب الرجل وكان مسكنه في ناحية قينية