للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

منهاجه المحمود وقصد قصده المشكور فاستقام له الأمر وانتظمت على السداد والمراد أحواله وفي هذه السنة نهض ظهير الدين نحو تدمر ولم يزل حتى استعادها من أيدي العاملين عليها المواثبين على ابن أخيه الوالي كان بها في يوم الخميس لإثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر منها واستقر الأمر على أن يجعل برسم الأمير شهاب الدين محمود بن تاج الملوك بوري بن ظهير الدين أتابك وسلمت إليه وخرج إليها ومعه من رتب لحفظه وحفظها من الثقات وفي هذه السنة عاد ظهير الدين من حلب وقد بدا له من المرض ودخل دمشق في شعبان منها ووصل إليه أمين الدولة كمشتكين والي بصرى من مصر بجواب الرسالة التي كان نفذ لأجلها ومعه الأمير المنتضى ابن مسافر الغنوي رسول الآمر بأحكام الله صاحب مصر وعلى يده خلع سنية وتحف مصرية في الشهر المذكور وفي هذه السنة استفحل أمر بهرام داعي الباطنية وعظم خطبه في حلب والشام وهو على غاية من الاستتار والاختفاء وتغيير الزي واللباس بحيث يطوف البلاد والمعاقل ولا يعرف أحد شخصه إلى أن حصل في دمشق بتقرير قرره نجم الدين ايل غازي بن ارتق مع الأمير ظهير الدين أتابك وخطاب وكده بسببه فأكرم لاتقاء شره وشر جماعته وحملت له الرعاية وتأكدت به العناية بعد أن تقلبت به الأحوال وتنقل من مكان إلى مكان وتبعه من جهلة الناس وسفهاء العوام وسفساف الفلاحين الطغام من لا عقل له ولا ديانة فيه احتماءً به وطلباً للشر بحزبه. ووافقه الوزير أبو علي طاهر بن سعد المزدقاني وإن لم يكن على مذهبه على أمره وساعده على بث حبال شره وإظهار خافي سره. فلما ظهر أمره وشاع وطاوعه وزير ظهير