يقتضيه التدبير فيما يراد والتقرير الايقاع بأبي علي الوزير أولاً فإنه أصوب ما اعتمد وأولى ما قصد فرتب لقتله من خواصه من اعتمد عليه وسكن في أمره إليه وقرر معه أن يضرب رأسه بالسيف متى أشار إليه. فلما كان يوم الأربعاء السابع عشر من شهر رمضان سنة ٥٢٣ حضر مع جماعة الأمراء والمقدمين على الرسم في قبة الورد من دار القلعة بدمشق وجرى في المجلس أمور ومخاطبات مع تاج الملوك والحضور انتهى الأمر فيها إلى الانصراف إلى منازلهم والعود إلى دورهم ونهض الوزير المذكور منصرفاً بعدهم على رسمه فأشار تاج الملوك إلى خصمه فضرب رأسه بالسيف ضربات أتت عليه وقطع رأسه وحمل مع جثته إلى رمادة باب الحديد فألقيت عليها لينظر الكافة إلى صنع الله تعالى بمن مكر واتخذ معيناً سواه وبغيره انتصر وأحرقت جثته بعد أيام بالنار وصار رماداً تذروه الرياح ذلك بما قدمت يداه وما الله بظلام للعبيد