في شهر ربيع الأول منها وعول في تقليد مكان الوزارة على كريم الملك أبي الفضل أحمد بن عبد الرزاق المزدقاني ابن عم الوزير أبي علي المزدقاني المقدم ذكره فرد الأمر في ذلك إليه وعول في الوزارة والسفارة عليه واستقام له الأمر ومشت الأحوال به. واستبشر أكثر المتصرفين والعمال لأنه كان حسن الطريقة قد تهذب في النيابة عن الوزارة في الديوان وعرف سياسة الأعمال في كل عصر وأوان فصيح اللسان بالفارسية والعربية ولم يزل مستمر الأمر إلى أن حدث ما تغيرت به حاله لأن الباطنية لما جرى عليهم قضاه الله من البوار وأحله بهم من الهلاك والدمار انتهى خبر ذاك إلى رفقائهم بألموت فأسفوا عليهم وقلقوا لما نزل بهم وشرعوا في بث حبائل شرهم ونصب اشراك خترهم ومكرهم وندبوا لتاج الملوك من يغتاله ويوقع به من جهال إخوانهم وفتاك أقرانهم. ووقع اختيارهم على جاهلين من الخراسانية قرروا معهما التحيل في أمر تاج الملوك والطلب له والفتك به في داره عند إمكان الفرصة فيه ووصل هذان الرجلان إلى دمشق في زي الأتراك بالقباء والشربوش وحضرا إلى معارف لهما من الأتراك وسألوهما الوساطة في استخدامهما وتقرير الواجب لهما وخدعاهم ولم يرتابوا بهما وتدرجا بالحيلة والمكر إلى أن صارا في الجملة من الخراسانية المرتبين لحفظ ركاب تاج الملوك وتمكنا وسكنت القلوب إليهما لأنها ضمنا. ورقبا الفرصة في تاج الملوك إلى أن دخل الحمام وعاد منه ووصل إلى باب داره من القلعة بدمشق وتفرق عنه من كان في ركابه من الخراسانية والديلم والأحداث الحفظة له فوثبا عليه في يوم الخميس لخمس خلون من جمادى الآخرة سنة ٥٢٥ وضربه أحدهما بالسيف طالباً لرأسه فجرحه في رقبته جرحاً لم يتمكن منه وضربه بسكين عند خاصرته نفذت بين اللحم والجلد ورمى بنفسه في الحال عن فرسه سليماً