للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الثائرة وزالت تلك الفتنة الثائرة وسكنت النفوس وزال عن مصر الخوف والبؤس ووردت الأخبار في رجب منها من ناحية حلب بأن نور الدين صاحبها كان قد توجه في عسكره إلى ناحية الأعمال الافرنجية وظفر بعدة وافرة من الافرنج وأن صاحب أنطاكية جمع الافرنج فصده على حين غفلة منه فنال من عسكره وأثقاله وكراعه ما أوجبته الأقدار النازلة وانهزم بنفسه وعسكره وعاد إلى حلب سالماً في عسكره لم يفقد منه إلا النفر اليسير بعد قتل جماعة وافرة من الافرنج وأقام بحلب أياماً بحيث جدد ما ذهب له من البرك وما يحتاج إليه من آلات العسكر وعاد إلى منزله وقيل لم يعد

وكان الغيث أمسك عن الأعمال الحورانية والغوطية والبقاعية بحيث امتنع الناس من الفلاحة والزراعة وقنطوا ويئسوا من نزول الغيث فلما كان في أيام من شعبان في نوء الهنعة أرسل الله تعالى وله الحمد والشكر على الأعمال من الأمطار المتداركة ما رويت به الأراضي والآكام والوهاد وانشرحت الصدور ولحقوا معه أوان الزراعة فاستكثروا منها وزادوا في الفلاحة والعمارة وذلك في شعبانوقد كان تقدم من شرح نوبة قتل برق بن جندل التميمي بيد الاسماعيلية