للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بعد أيمان حلف بها واعادة الرئيس إلى الوزارة والرئاسة بحيث لا يكون له في ذلك معترض ولا مشارك وورد الخبر بظهور الافرنج إلى الأعمال للعيث فيها والافساد وشرعوا في التأهب لدفع شرهم. وورد الخبر من ناحية مصر بوفاة صاحبها الامام الحافظ بأمر الله أمير المؤمنين عبد المجيد بن الأمير أبي القاسم بن المستنصر بالله رحمه الله في الخامس من جمادى الآخرة سنة ٤٤ وولي الأمر من بعده ولده الأصغر أبو منصور اسمعيل بن عبد المجيد الحافظ ولقب بالظافر بالله وولي الوزارة أمير الجيوش أبو الفتح ابن مصال المغربي فأحسن السيرة وأجمل السياسة واستقامت بتدبيره الأعمال وصلحت الأحوال ثم حدث من بعد ذلك من اضطراب الأمور والخلف المكروه بين السودان والريحانية بحيث قتل بين الفريقين الخلق الكثير وسكنت الفتنة بعد ذلك وانتشر الأمن بعد الخوف. وقد كان الحافظ رحمه الله ولي الأمر أولاً في المحرم سنة ٥٢٦ بحيث كانت مدة إقامته فيه ثماني عشرة سنة وخمسة أشهر وخمسة وعشرين يوماً وكان أول زمانه حسن الأفعال والسيرة وبث الاحسان في العسكرية والرعية وقد كان الخبر اتصل بنور الدين بإفساد الافرنج في الأعمال الحورانية بالنهب والسبي فعزم على التأهب لقصدهم وكتب إلى من في دمشق يعلمهم ما عزم عليه من الجهاد ويستدعي منهم المعونة على ذلك بألف فارس تصل إليه مع مقدم يعول عليه وقد كانوا عاهدوا الافرنج أن يكونوا يداً واحدةً على من يقصدهم من عساكر المسلمين فاحتج عليه وغولط. فلما عرف ذلك رحل ونزل بمرج يبوس وبعض العسكرية بيعفور فلما قرب من