وغاروا على ناحية الغوطة والمرج واستاقوا ما صادفوا من المواشي ثم رحل عن هذا المنزل في يوم الاثنين ونزل من أرض داريا إلى جسر الخشب ونودي في البلد بخروج الأجناد والأحداث إليه فلم يظهر منهم إلا اليسير ممن كان يخرج أولاً وفي يوم الأربعاء الرابع والعشرين من الشهر رحل من هذا المنزل ونزل في أرض القطيعة وما والاها ودنا منها بحيث قرب من البلد ووقعت المناوشة بين الفريقين من غير زحف ولا شد في محاربة وورد الخبر إلى نور الدين بتسليم الأمير نايبه الأمير حسن حسان المنبجي مدينة تل باشر بالأمان في يوم الخميس الخامس والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ٤٦ وضربت في عسكره الطبول والكوسات والبوقات بالبشارة وورد مع المسير جماعة من أعيان تل باشر لتقرير الأحوال واستمر رأي نور الدين على الزحف إلى البلد ومحاربة أهله وعسكريته تحرجاً من قتل المسلمين وقال: لا حاجة إلى قتل المسلمين بأيدي بعضهم بعضاً وأنا أرفههم ليكون بذل نفوسهم في مجاهدة المشركين. وحدثت مع هذه النية تردد المراسلات في عقد الصلح في أيام من شهر ربيع الآخر على شروط أشير إليها واقتراحات عين عليها وتردد فيها الفقيه برهان الدين علي البلخي والأمير أسد الدين شيركوه وأخوه نجم الدين أيوب