ووفى بما وعد المساعدين له على الخلاص وقويت شوكته واستقامت مملكته وفي شهر رمضان وردت الأخبار من ناحية الموصل بأن السلطان سليمان شاه بن السلطان محمد عزم على العبور في عسكره إلى أعمال الموصل فأنفذ إليه واليها ومدبرها الأمير زين الدين علي كوجك يقول له: إنك فعلت وأضررت بالأعمال وأذيت أهلها. وسأله فلم يقبل ونهض إليه في عسكره من الموصل ومن انضاف إليه وصافه فرزق النصر عليه وهزم عسكره أقبح هزيمة واستولى على سواده وعاد به إلى الموصل ظافراً منصوراً وفي العشر الأخير من ذي الحجة من السنة غدر الكفرة الافرنج ونقضوا ما كان استقر من الموادعة والمهادنة بحكم وصول عدة وافرة من الافرنج في البحر وقوة شوكتهم بهم ونهضوا إلى ناحية الشعراء المجاورة لبانياس وقد اجتمع فيها من جشارات خيول العسكرية والرعية وعوامل الفلاحين فلاحي الضياع ومواشي الجلابين والعرب الفلاحين الشيء الكثير الذي لا يحصى فيذكر للحاجة إلى الرعي بها والسكون إلى الهدنة المستقرة ووقع من المندوبين لحفظهم من الأتراك تقصير فانتهزوا الفرصة واستاقوا جميع ما وجدوه وأفقروا أهله منه مع ما أسروه من تركمان وغيرهم وعادوا ظافرين غانمين آثمين والله تعالى في حكمه يتولى المكافأة لهم والادالة منهم وما ذلك عليه بعزيز