وفي أوائل شهر ربيع الأول من سنة ٥٣ ورد الخبر من ناحية مصر بخروج فريق وافر من عسكرها إلى غزة وعسقلان وأغاروا على أعمالها وخرج إليها من كان بها من الفرنج الملاعين فأظهر الله المسلمين عليهم قتلاً وأسراً بحيث لم يفلت منهم إلا اليسير وغنموا ما ظفروا وعادوا سالمين ظافرين وقيل أن مقدم الغزاة في البحر ظفر بعد من مراكب المشركين وهي مشحنة بالافرنج فقتل وأسر منهم العدد الكثير والجم الغفير وحاز من أموالهم وعددهم وأثاثهم ما لا يكاد يحصى وعاد ظافراً غانماً وورد الخبر في الخامس عشر من شهر ربيع الأول من السنة من ناحية حلب بحدوث زلزلة هائلة روعت أهلها وأزعجتهم وزعزعت مواضع من مساكنها ثم سكنت بقدرة محركها سبحانه وتعالى ذكره. وفي ليلة السبت الخامس والعشرين من ربيع الأول من السنة وافت زلزلة بدمشق روعت وأقلقت ثم سكنت بقدرة محركها تعالى ذكره وفي يوم الأحد التاسع من شهر ربيع الآخر من السنة برز الملك العادل نور الدين من دمشق إلى جسر الخشب في العسكر المنصور بآلات الحرب مجداً في جهاد الكفرة المشركين وقد كان أسد الدين قبل ذلك عند وصوله في من معه من فرسان التركمان غار بهم على أعمال صيدا وما قرب منها فغنموا أحسن غنيمة وأوفرها وخرج إليهم ما كان بها من خيالة الافرنج ورجالتها وقد كمنوا لهم فغنموهم وقتل أكثرهم وأسر الباقون وفيهم ولد المقدم المولى حصن حارم وعادوا سالمين بالأسرى ورؤوس القتلى والغنيمة لم يصب منهم غير فارس واحد فقد ولله الحمد على ذلك والشكر وفي يوم الثلاثاء أول شهر تموز الموافق لأول جمادى الآخرة من السنة وافى في البقاع مطر هطال بحيث حدث منه سيل أحمر كما جرت به العادة في تنبول كذا الشتاء ووصل إلى بردى ووصل إلى دمشق فكثر التعجب من قدرة الله سبحانه وتعالى حدوث مثل ذلك في مثل هذا الوقت