الحيلة عليه والمكر به ليصل العسكر من الرملة ويحيط به وقد كان نفذ كتاب ابن أبي هشام من دمشق إلى منشا بن الفرار كاتب الجيش يقول جدوا في السير لأخذ البلد وكان مراده بذاك المداراة من خوف الشر فلما وصل الكتاب إلى منشا أنفذه إلى العزيز منجوتكين وواقف عليه فوجد فيه خلاف ما ذكر عن أهل دمشق فنها عن إحراقها. وسار منجوتكين من الرملة وقرب من طبرية وجمع منير عسكره وخرج يريد نزالاً فالتقوا بمرج عذراء فانهزم منير واتت المغاربة على الرجالة الذين كانوا معه وذلك في يوم الاثنين التاسع عشر من شهر رمضان سنة ٨١ فلما انهزم منير أخذ في الجبال حتى أخرج إلى أرض جوسية يريد قصد حلب فخرج عليه عرب من الاحلاف فأخذوه ووصلوا به إلى دمشق فوجدوا منجوتكين قد نزل عليها فسلموه إليه لطلب الجائزة فشهره على جمل وقرن به قرداً ومعه من أصحابه نحو من مائة رجل على الجمال وعليهم الطراطير لأنهم انقطعوا فأخذهم والي بعلبك يقال له جلنار فأرسلهم إلى منجوتكين. وأقام منجوتكين بدمشق بقية سنة ٨١ فقوي بها وصار عسكره ثلاثة عشر ألفاً فعم الناس البلاء في جميع الأحوال وصارت أفعالهم وسيرتهم إباحة الأموال والأنفس وسوء الأعمال. ثم إنهم طمعوا في ملكة حلب بحكم موت أبي المعالي بن سيف الدولة صاحبها وقد كان العزيز لما انتدب منجوتكين أكرمه وعظمه وأمر القواد وطبقات الناس بالترجل له وتوفيقه من الحق ما يوفى عظماً من الأمراء والاسفهسلارية واستكتب له أحمد بن محمد القشوري وولي الشام وضم إليه أبا الحسن علي بن الحسين بن المغربي ليقوم بالأمر والتدبير. ولما وصل إلى حلب وكان نزوله عليها في ثلاثين ألفاً من