للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحَمْدُ لله الوَهُوبِ المُجْزِلي

فهي بمنزلتها إذا كانت مداً وكانت لا تثبت في الكلام. والهاء لا يمد بها ولا يفعل بها شيءٌ من ذلك. وأنشدنا الخليل:

خليلَيَّ طِيراَ بالتفرق أوقعا

فلم يحذف الألف كما لم يحذفها من تقضى. وقال:

وأعْلَمُ عِلْمَ الْحَقِّ أنْ قد غَوَيْتُمُ ... بني أسدٍ فاسْتَأخِرُوا أو تَقَدَّمْ

فحذف واو تقدموا، كما حذف واو صنعوا.

واعلم أن الساكن والمجزوم يقعان في القوافي، ولو لم يفعلوا ذلك لضاق عليهم، ولكنهم توسعوا بذلك، فإذا وقع واحدٌ منهما في القافية حرك، وليس إلحاقهم إياه الحركة بأشد من إلحاق حرف المد ما ليس هو فيه، ولا يلزمه في الكلام. ولو لم يقفوا إلا بكل حرف فيه حرف مدٍّ لضاق عليهم، ولكنهم توسعوا بذلك، فإذا حركوا واحداً منهما صار بمنزلة ما لم تزل فيه الحركة،

<<  <  ج: ص:  >  >>