للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الأمل الكاذب]

إلى هؤلاء الطغاة الذين ينشدون البطولة في الأمل الكاذب، ويحلمون بالمجد وراء السراب الخادع، ويعتقدون أنهم فوق البشر؛ وإلى من حولهم من أذناب، ينفخون فيهم، ويتخذون منهم أولياء ومصلحين ومجددين؛ فهم كما قال الله عز وجل: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا} [الكهف: ١٠٣، ١٠٤] .

يصور القرآن الكريم إليهم هذا السراب الخادع والأمل الكذاب في قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [النور: ٣٩] .

الإعجاز في التصوير القرآني:

سما التصوير القرآني إلى حدِّ الإعجاز الإلهي في الإبداع الرباني؛ لتفيض كل صورة قرآنية بأروع ما عرفته البشرية من العمق والدقة والإحاطة والشمول، وشرف الغاية ونبل المضمون، وروعة التأثير على النفس والعاطفة، وقوة الإفحام بالحجة الدافعة التي يخرُّ لها العالم ساجدًا لربه تعالى.

<<  <   >  >>