حثَّ الإسلام على توفير وسائل الغذاء بعد ميلاد الطفل، وتهيئة مصادره المختلفة بما يتناسب مع مراحل نمو الطفل، فأوجب على الأسرة الرضاعة، وأولى بها الأم، فهي عليه أعظم عونًا، وأشد عطفًا وحنانًا، وأقرب رعاية وحفظًا، فإن لم يتيسر عندها الغذاء لجفاف اللبن أو لقلته، اختبر له أجود المرضعات من النساء المتفرغات، فإن تعذرت الرضاعة الطبيعية وهي الأفضل والأولى، لجأت الأسرة إلى الرضاعة الصناعية عن طريق اللبن الصناعي الطبي المعروف، وإن كانت له مخاطرة كبيرة سيتعرض لها الطفل، لأنها تحتاج إلى حذر وذكاء ويقظة شديدة، ومع ذلك لا يسلم من الأذى، ولقد أشاد الطب والعلم الحديث بالرضاعة الطبيعية بأنها لا نظير لها في نمو الطفل وسلامته، ويجب على الأسرة الإنفاق على الرضاعة وتوفير طاقتها بما يتناسب مع سعة الأسرة في النفقة، كما وضَّح ذلك سبحانه وتعالى في قوله الكريم: {أَسْكِنُوهُن