القرآن الكريم حين يصوِّرفريضة من أركان الإسلام يصورها على أنها فرض وركن من أركانه، مثل تصويره للصلاة والزكاة والصوم، ومن أداها كما أمر الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم- استحقَّ وصف الإيمان في القرآن، قال تعالى في الصلاة:{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ}[البقرة: ٢٣٨] ، {وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ}[البقرة: ٤٣] ، {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ، وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ}[المؤمنون: ١-٤] ، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة: ١٨٣-١٨٧] ، وقال تعالى في الزكاة أيضًا:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[التوبة: ١٠٣] .
ومن لم يؤدِّ هذه الفروض توعده الله -عز وجل- بالعذاب الأليم، قال تعالى في الصلاة:{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ، الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلاتِهِمْ سَاهُونَ}[الماعون: ٤، ٥] ، وفي الصيام:{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا}[البقرة: ١٨٧] ، وفي الزكاة:{وَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ، الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ}[فصلت: ٦، ٧] ، وغيرها من الآيات الكثيرة التي قامت على الترغيب والترهيب في هذه الفروض الثلاثة.
أما التصوير القرآني للحج فيختلف عن تصويره لبقية الأركان،