يصور القرآن الكريم نموذجًا للنفاق في صورة قرآنية تدل على حقارة سلوك المنافق، فتقشعر منه النفس، وتشمئزُّ من سلوكه، وتأبى أن تكون على مثاله من الظلم والفساد، والبخل والحرص المدمر، والاستبداد والطغيان، وهتك الأعراض، والتخلي عن المثل الفاضلة، فالمنافق يدمر نفسه، ويمزق وحدة المجتمع، لأنه لا عهد عنده ولا ميثاق، بل يعمل على انهيار القيم الخلقية، وتشويه المبادئ الإنسانية، بل ينهار ذلك أمام طموحاته الدنيئة، وشهواته الرخيصة، وما الحياة عنده إلا صفقة تجارية، لا يرى فيها غير الكسب الحرام، ويتعدَّى حدود الله، ومن يتعدى حدود الله فقد ظلم نفسه.
فيظهر في صورة طاغية مستغل، مجرد عن القيم السامية في محاولاته التجارية، لا يعرف إلا أسلوب البيع والشراء، والكسب والربح والخسارة والبوار والضلال والزيف، مثل هؤلاء المنافقين الذين باعوا أنفسهم للدنيا بالآخرة، فخسروا الاثنتين معًا، مثلهم كمثل الذين