أما من حيث النظم العجيب والإعجاز القرآني في التصوير؛ فالله عز وجل البديع في خلق الليل والنهار، هو سبحانه وتعالى أيضًا البديع في نظمه وتصويره القرآني، وقفت دونه أساطين الفصاحة والبلاغة عاجزة مبهورة، حتى قال أحدهم وهو الوليد بن المغيرة:"فإنه يعلو ولا يعلى عليه"، تأمل كيف ينسلخ النهار عن الليل، فيسود الظلام في الكون شيئًا فشيئًا، وتغيب الشمس رويدًا رويدًا، حتى تختفي؛ فيسود الظلام؛ وذلك مثل كشط الجلد عن لحم الشاة شيئًا فشيئًا، حتى ينكشف اللحم كله، والشأن في الجلد -بالنسبة للحم الذي تحته- أن يكون مضيئًا، فهو كالنهار للناظر، كما أن الشأن في اللحم تحت الجلد أن يكون مظلمًا للرائي، فهو كالليل، جاء ذلك في تصوير قرآني معجز حين عبر