في قصة موسى والخضر -عليهما السلام- تصوير قرآني معجز للمعاناة في تحصيل العلم، والمصابرة على عقباته، والتحدي للإخفاق وتذليل العقبات، لأن العلم نور، ونور الله لا يهدى لعاص ولا لكسلان أو مهمل.
وتصور القصة القيم الخلقية التي يتحلى بها طالب العلم، ويتصف بها المعلم والأستاذ، وتصور أيضًا أرقى مناهج التعليم، وأدق مقومات الدراسة، وسنقتصر هنا على الموسيقى القرآنية في تصوير هذه الرحلة التعليمية، التي يعاني فيها الطالب والأستاذ من المشقة وبذل الجهد العنيف والشاق، حتى يستحق الطالب الإجازة العلمية، ويستحق الأستاذ الريادة والقدوة الحسنة لغيره، مما يقتضي إيقاعًا ممتدًّا وئيدًا في أصوات الحروف وأوتار الكلمات، وموسيقى عنيفة بطيئة ثقيلة لتصوير المعاناة الدراسية في تحامل وإعياء شديدين.
نلمح ذلك في أصوات الحروف الثقيلة على اللسان والسمع والشديدة والضخمة، كالقاف والضاد والطاء والعين والغين والجيم والحاء والخاء والهاء والهمزة والميم والنون والواو وغيرها في كل الآيات: