يتزاحمون في أسواق الحياة اليومية المادية، فيشترون الضلالة بالهدى، بما يتناسب مع التجارة من الشراء والبيع والكسب والربح والخسارة، فآثر القرآن الكريم لفظ "الشراء"، لأن المنافق يريد أن يكون مشتريًا رابحًا دائمًا، بجمع المال من هنا وهناك، ولا ينبغي بحال أن يفلت من بين يديه شيء بالبيع، كما آثر في البيع لفظ "الربح" لا الخسارة، لأن المنافق يريد أن يكون الضرر بغيره فيخسر دائمًا، ليربح هو وحده، فهو أناني يجب ذاته، وعبد للدرهم فلا يدع فرصة تغيب عنه لحظة، ولو على حساب الآخرين، وهو في ذاته مصدر هلاكه وضلاله، لأن الشأن في التجارة الربح والخسارة، فيؤدي حرصه على الربح إلى أن يقتل نفسه في سبيل ذلك، فينتهي به الأمر إلى التهلكة.
وما يحثُّ عليه القرآن من التخلي عن صفاته الذميمة، وهو ما يتضمَّنه قوله تعالى:{وَمَا كَانُوا مُهْتَدِين} بل خاسرين مدحورين، وقد سلَّط النفي على الربح مباشرة، لا على التجارة، لأن التجارة قد يقع فيها الخسارة والربح، بينما نفي الربح لا يعطي فرصة للكسب أو الربح، لأن الله ختم على قلوبهم وأضل أعمالهم، وما كانوا مهتدين.