الرَّحِيمِ، كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} [فصلت: ١-٣] ، فقال تعالى: فصلت آياته قرآنًا عربيًّا، وليس فنًّا عربيًّا، ولا أدبًا عربيًّا إلخ، وقال تعالى:{بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ، فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ}[البروج: ٢١، ٢٢] ، وقال تعالى {إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ، فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ}[الواقعة: ٧٧، ٧٨] ، بل ينبغي أن نتعامل معه لا بالحسن فحسب، بل بالأحسن في القول والعمل؛ فتكون لنا البشرى، قال تعالى:{وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ}[الزمر: ١٧، ١٨] .
ومن إبداعات الله البديع في الكون والحياة تعاقب الليل والنهار أبد الدهر، إلا إلى ما شاء الله تعالى؛ فلا يتخلف أحدهما عن هذا التعاقب ساعة، ولا يومًا، ولا أسبوعًا، ولا شهرًا، ولا سنة، ولا يأتي أحدهما مكان الآخر، أو يتجاوز حده، بل يدوران معًا في مدارهما المعهود في توازن وإتزان؛ لكل فصل من فصول السنة؛ سواء أكان ربيعًا أو صيفًا أوخريفًا أو شتاء، قال تعالى:{إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ}[آل عمران: ١٩٠] .