الممنوع في غياب الأسرة عنه، ويرجع السبب في ذلك إلى تخلُّف الأسرة وجمودها، بل يجب أن تتسلح بالثقافة المعاصرة، والتطورات الراقية الجادة، وأن نستمع إلى النشء، ونناقشهم فيما يدور بخلدهم، فنردهم إلى الصواب ونختار لهم الجيد، وننفرهم من رذائل العصر وانحرافه في التطورات الاجتماعية والثقافية والسلوكية.
وهنا تأتي خطورة مؤسسات المجتمع المختلفة من المدارس والجامعات ووسائل الإعلام المختلفة من صحافة وكتب ومجلات وإذاعة وتلفاز، ونواد مختلفة، ومسرح وسينما وملاهي، وفي هذا يؤدي المجتمع دوره مع الأسرة لتربية النشء، وهذا الدور يقوم على الانسجام والتوافق التام بين تربية الأسرة وعطاء المجتمع لهم، فينشروا الأفكار النافعة، ويغرسوا القيم الفاضلة، ويميزوا بين الغثِّ والسمين من التغييرات المعاصرة في شتَّى المجالات، وإلا حدثت نكسة في التربية، نتيجة لاضطراب التوجيهات بين الأسرة والمجتمع، فتشيع الفوضى بين النشء، وتنهار قيمه، ويتجرَّد من أخلاقه الفاضلة، وهو ما يحث عليه قوله تعالى:{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[التوبة: ٧١] ، وقال تعالى:{الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}[التوبة: ٦٧] .