على القوي الجلد، لأنه يجب أن يعمل ما دام قويًا جلدًا، قال أحمد بن حنبل معقبًا على هذا الحديث: ما أجوده من حديث، وقال الصنعاني: والحديث من أدلة تحريم الصدقة على الغني وعلى القوي المكتسب١، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:"اليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعولن وخير الصدقة ما كان عن ظهر غني، ومن يستضعف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله""رواه البخاري ومتفق عليه".
وفي ختام هذه المرحلة غالبًا، يشعر الإنسان بأنه بلغ الغاية، فيثني على الله عز وجل بهذه النعمة الجليلة، ويطلب منه أن يسلكه في الصالحين المقبولين عنده، وكذلك الذي يقطع الأربعين وهو ماض في غيه، منساق حسب شهواته ونزواته، فئلا أمل في صلاحه وتقواه، لأن العقد الرابع هو الفيصل بين حياة الرجل الصالحة أو الطالحة.
وحين يجدد القرآن الكريم السلوك التربوي الصالح في هذا العقد يصف صاحبه بالصلاح، قال تعالى:{حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ، أُولَئِكَ الَّذِينَ نَتَقَبَّلُ عَنْهُمْ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَنَتَجاوَزُ عَنْ سَيِّئَاتِهِمْ فِي أَصْحَابِ الْجَنَّةِ وَعْدَ الصِّدْقِ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ}[الأحقاف: ١٥-١٦] ، ومع الأنبياء عليهم السلام يصفهم الله تعالى في هذا العقد بصفات المحسنين والمرسلين، قال تعالى يصف موسى عليه السلام في هذه المرحلة: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا