ذكري، ورحم المسكين وابن السبيل والأرملة، ورحم المصاب، ذلك نوره كنور الشمس، أكلأه بعزتي، وأستحفظه ملائكتي، أجعل له من الظلمة نورًا، ومن الجهالة حلمًا، ومثله في خلقي كمثل الفردوس في الجنة" "رواه البزار عن ابن عباس -رضي الله عنه".
وأداء الصلاة على وجهها، معناه استقامة النفس على الجادة والإيمان؛ فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وعدم أدائها على وجهها هو اتباع الشهوات والزيغ والضلال، قال تعالى:{فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا}[مريم: ٥٩] ، وصلاح الأعمال في الدنيا والآخرة يرجع إلى إتقان الصلاة والإخلاص، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم: "أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح سائر عمله، وإن فسدت فسد سائر عمله" "رواه الطبراني"، ولذلك كانت الصلاة عماد الدين، من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، قال -صلى الله عليه وسلم: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله" "رواه الطبراني".
وأما الأخلاق الاجتماعية التي تنميها الزكاة، فهي تطهر الغني من الشح والبخل والحرص المدمر، وإذا تجرَّدت النفس من هذه الفواحش الذميمة جبلت على الكرم والسماحة، وحسن المعاملة وغيرها مما يؤدِّي إلى سماحة البذل والمعاملة، عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "رحم الله رجلًا سمحًا إذا باع وإذا اشترى وإذا قضى واقتضى" "فتح الباري ٥/ ٢١١"، فالزكاة تطهير للغني من الشح والبخل، قال تعالى:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}