للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعلى ذلك فليس القرآن شعرًا، ولا سجعًا، ولا نثرًا فنيًّا، ولا غير ذلك من كلام البشر، وليس نصًّا أدبيًّا، كما يطلق عليه بعض النقاد في دراساتهم، وما دام كذلك فلا يصح مطلقًا أن يخضع لمصطلحات النقد الأدبي، التي نقيس بها جودة الأدب العربي والإسلامي ورداءته، لنحكم على آداب البشر بالجودة والرداءة، لأن الأدب القرآني بلغ في سموه إلى حد الإعجاز، مما تتعطل معه مقاييس البشر ومصطلحاته النقدية في ميزان الأدب؛ ليقفوا على عناصر الجمال وأسبابه ومسبباته، ويتذوقوا مواطن الحلاوة، ويشعروا بها، لأن الجلال -لا الجمال ولا الحلاوة- في الأدب القرآني لا يحتاج إلى مقاييس الناقد الأدبي ومصطلحاته للوقوف على الإعجاز في التصوير القرآني، وهذا يحتاج إلى توضيح لقضية الجمال والحلاوة والجلال.

<<  <   >  >>