ولا أقول الأولى والأفضل والأدق، بل أقول: الصحيح والحق، ألا نتعامل مع القرآن الكريم بهذه المصلطحات النقدية، كما وضحت ذلك في التعبير بـ "التصوير الأدبي في القرآن الكريم" للأسباب التي ذكرتها بالتفصيل، ولدفع الغموض والنقص والقصور الظاهر في التعبير بها؛ فنقول مع القرآن الكريم:
"التصوير القرآني"، و"الأسلوب القرآني"، و"النظم القرآني" و"التعبير القرآني"، و"الموسيقى القرآنية"، و"الإيقاع القرآني" و"النسق القرآني"، و"البيان القرآني"، و"القصص القرآني"، و"الوحدة القرآنية" وهكذا مع جميع المصطلحات النقدية، فتكون على سبيل ذكر الموصوف والصفة المنسوبة إلى القرآن كما سبق، أو على سبيل الإضافة، إضافة المصطلح إلى القرآن "تصوير القرآن"، وقد وضحت ذلك.
ومن هنا تتحول المصطلحات النقدية من مفهومها العام بعد نسبتها إلى القرآن الكريم، إلى مفهوم مقيد بالقرآن، يضفي عليها قدسيته وجلاله وروحه وسماته وخصائصه؛ فتكون مصطلحات قرآنية، لا أدبية ولا نقدية، لأن القرآن الكريم كلام الله الخالق ذي الجلال والإكرام، ومهما بلغت فنون الأدب القمة، فهي صادرة عن خلق الله من البشر؛ فقد أبدعه الله تعالى، وخلقه في أحسن تقويم.
والقرآن الكريم حين خاطب العقل والشعور والعاطفة والوجدان، والروح والقلب جميعًا، خاطبها بأجل الوسائل في التعبير، فبهرها بـ "التصوير القرآني"، التي تلتقي فيه كل روافد الإعجاز، ليكشف عنها