للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: (إنما نقم الله خُرُوجَهُ عَنْ قَوْمِهِ فَارًّا مِنْ نُزُولِ الْعَذَابِ)

وَقِيلَ: «بَلْ. لَمَّا وَعَدَهُمُ الْعَذَابَ، ثُمَّ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ:

وَاللَّهِ لَا أَلْقَاهُمْ بِوَجْهِ كَذَّابٍ أَبَدًا» .

وَقِيلَ: «بَلْ كَانُوا يَقْتُلُونَ مَنْ كَذَبَ فَخَافَ ذَلِكَ» .

وَقِيلَ: «ضَعُفَ عَنْ حَمْلِ أَعْبَاءِ الرِّسَالَةِ.»

وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ أَنَّهُ لَمْ يَكْذِبْهُمْ «١» .. وَهَذَا كُلُّهُ لَيْسَ فِيهِ نَصٌّ عَلَى مَعْصِيَةٍ إِلَّا عَلَى قَوْلٍ مَرْغُوبٍ عَنْهُ.

وَقَوْلُهُ: «أَبَقَ إِلَى الْفُلْكِ

«٢» ْمَشْحُونِ «٣» قَالَ الْمُفَسِّرُونَ:

تَبَاعَدَ «٤» .

وَأَمَّا قَوْلُهُ: «إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ «٥» » «٥» «فَالظُّلْمُ» وَضْعُ الشَّيْءِ فِي غَيْرِ مَوْضِعِهِ «٦» فَهَذَا اعتراف منه عند بعضهم بذنبه..


(١) بل صدق لهم وقد شاهدوا صدق كلامه باثار العذاب ومقدمة العقاب فامنوا فارتفع الحجاب كما اخبر الله تعالى عنه بقوله: «فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي..»
(٢) الفلك: يكون مفردا وجمعا ومعناه السفينة والمشحون بمعنى المملوء.
(٣) الصافات آية «١٤٠» .
(٤) تفسير أبق بتباعد مذهب المبرد.
(٥) الاية
(٦) حتى قيل عن وضع حب غير ربه في صدره وقلبه هو ظالم لنفسه ومنه قول العارف ابن الفارض:
عليك بها صرفا وان شئت مزجها ... فعدلك عن ظلم الحبيب هو الظلم
بل عد الصوفية رضي الله تعالى عنهم الغفلة عن الله تعالى وارادة ما سواء ظلما وشركا وقد قال الله تعالى (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ) سورة لقمان آية «١٣» . وقال العارف ابن الفارض أيضا.
ولو خطرت لي في سواك ارادة ... على خاطري سهوا حكمت بردتي

<<  <  ج: ص:  >  >>