للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويكون قوله: «وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي «١» ..» الْآيَةَ.. أَيْ مَا أُبَرِّئُهَا مِنْ هَذَا الْهَمِّ.

أَوْ يَكُونُ ذَلِكَ مِنْهُ عَلَى طَرِيقِ التَّوَاضُعِ والاعتراف بمخالفة النفس لما زكّي قبل وبرىء.. فَكَيْفَ وَقَدْ حَكَى أَبُو حَاتِمٍ «٢» عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ «٣» أَنَّ يُوسُفَ لَمْ يَهُمَّ وَأَنَّ الْكَلَامَ فِيهِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ.

أَيْ وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ.. وَلَوْلَا أَنْ رَأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ لَهَمَّ بِهَا.

ولقد قَالَ اللَّهُ تَعَالَى عَنِ الْمَرْأَةِ «وَلَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ «٤» » .

وقد قال تعالى: «كَذلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشاءَ «٥» »

وَقَالَ تَعَالَى: «وَغَلَّقَتِ الْأَبْوابَ وَقالَتْ هَيْتَ لَكَ،» قالَ مَعاذَ اللَّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوايَ «٦» » الْآيَةَ.

قِيلَ: فِي «رَبِّي» اللَّهُ وَقِيلَ: الْمَلِكُ.

وَقِيلَ: «هَمَّ بِهَا» أَيْ بِزَجْرِهَا وَوَعْظِهَا وَقِيلَ: «همّ بها»


(١) سورة يوسف آية (٥٣) .
(٢) ابو حاتم: قيل: ولعله ابن أبي حاتم- وأبو حاتم الرازي هو الامام الحافظ الجليل محمد بن ادريس بن المنذر الحنظلي احد الاعلام في التفسير والحديث، ولد سنة خمس وتسعين ومائة وتوفي في شعبان سنة سبع وسبعين ومائتين.
(٣) تقدمت ترجمته في ج ٢ ص (٢٣٧) رقم (٢) .
(٤) سورة يوسف آية (٣٢) .
(٥) سورة يوسف آية (٢٤) .
(٦) سورة يوسف آية (٢٣) .

<<  <  ج: ص:  >  >>