للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَحُسْنُ مَآبٍ «١» » وَقَالَ بَعْضُ الْمُتَكَلِّمِينَ: «زَلَّاتُ الْأَنْبِيَاءِ فِي الظَّاهِرِ زَلَّاتٌ وَفِي الْحَقِيقَةِ كَرَامَاتٌ وَزُلَفٌ «٢» . وَأَشَارَ إِلَى نَحْوٍ مِمَّا قَدَّمْنَاهُ.

وَأَيْضًا فَلْيُنَبَّهْ غَيْرُهُمْ مِنَ البشر منهم، أو ممن ليس من دَرَجَتِهِمْ بِمُؤَاخَذَتِهِمْ بِذَلِكَ فَيَسْتَشْعِرُوا الْحَذَرَ وَيَعْتَقِدُوا الْمُحَاسَبَةَ لِيَلْتَزِمُوا الشُّكْرَ عَلَى النِّعَمِ، وَيُعِدُّوا الصَّبْرَ عَلَى الْمِحَنِ «٣» بِمُلَاحَظَةِ مَا وَقَعَ بِأَهْلِ هَذَا النِّصَابِ «٤» الرَّفِيعِ الْمَعْصُومِ. فَكَيْفَ بِمَنْ سِوَاهُمْ.

وَلِهَذَا قَالَ صَالِحٌ «٥» الْمُرِّيُّ: «ذِكْرُ دَاوُدَ بَسْطَةٌ «٦» لِلتَّوَّابِينَ» .

قَالَ ابْنُ عَطَاءٍ «٧» : «لَمْ يَكُنْ مَا نَصَّ اللَّهُ تعالى من قصة صاحب «٨»


(١) آية: ٤٠ سورة ص.
(٢) زلف: بضم الزاي وفتح اللام جمع زلفة أي قرب من الله تعالى بإعلاء مقاماتهم عنده.
(٣) المحن: جمع محنة وهي البلية التي يمتحن الله تعالى بها صبره ورضاه كما قيل:
لله در النائبات فإنها ... صدأ اللئام وصيقل الأحرار
والمحنة كالفتنة بتصفية المعادن من غشها فنقلت لما ذكر وصارت فيه حقيقة
(٤) النصاب: المقام.
(٥) صالح المري: نسبة الى مرة قبيلة وهو ابن بشير الواعظ الزاهد توفي سنة اثنين وسبعين ومائة كما قال ابن ماكولا.
(٦) بسطة: أي توسعة لمن يتوب ويكثر التوبة والاستغفار.
(٧) إبن عطاء: أبو العباس محمد بن سهل بن عطاء الاربلي شيخ الصوفيه، وله في فهم القرآن لسان اختص به.. توفي سنة تسع أو إحدى عشرة وثلاثمائة. تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٦٣» رقم «٣» .
(٨) يونس ابن متى نبي الله صلّى الله عليه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>