للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهَذِهِ الْأَخْبَارُ مِنْ كُتُبِ الْيَهُودِ وَافْتِرَائِهِمْ، كَمَا نَصَّهُ اللَّهُ أَوَّلَ الْآيَاتِ مِنَ افْتِرَائِهِمْ بِذَلِكَ عَلَى سُلَيْمَانَ وَتَكْفِيرِهِمْ إِيَّاهُ.

وَقَدِ انْطَوَتِ الْقِصَّةُ على شنع «١» عظيمة. وها نحن نحبر «٢» فِي ذَلِكَ مَا يَكْشِفُ غِطَاءَ هَذِهِ الْإِشْكَالَاتِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

فَاخْتُلِفَ أَوَّلًا فِي هَارُوتَ وَمَارُوتَ.. هَلْ هُمَا مَلَكَانِ أَوْ إِنْسِيَّانِ وَهَلْ هُمَا الْمُرَادُ بِالْمَلَكَيْنِ أَمْ لَا.. وَهَلِ الْقِرَاءَةُ «مَلَكَيْنِ» «٣» أَوْ «مَلِكَيْنِ» «٤» .

وَهَلْ مَا فِي قَوْلِهِ «وَما أُنْزِلَ «٥» » و «ما يُعَلِّمانِ مِنْ أَحَدٍ «٦» » نَافِيَةٌ أَوْ مُوجِبَةٌ..

فَأَكْثَرُ الْمُفَسِّرِينَ: «أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى امْتَحَنَ النَّاسَ بِالْمَلَكَيْنِ لِتَعْلِيمِ السِّحْرِ وَتَبْيِينِهِ.. وَأَنَّ عَمَلَهُ «٧» كُفْرٌ.. فَمَنْ تَعَلَّمَهُ كَفَرَ وَمَنْ تركه آمن «٨» » .


(١) شنع: بضم الشين المعجمة وفتح النون وعين مهملة جمع شنعة أي قبيحة شائعة. من شنع عليه أي أشاع قبائحه.
(٢) أي تحرر تحريرا حسنا من صبره بمهملتين بينهما موحدة إذا حسنه وزينه وفيه تورية لأنه يقال حبره إذا كتب بالحبر ففيه إيهام لمعنى نكتبه لنبينه.
(٣) القراءة بالفتح قراءة السبعة.
(٤) بالكسر قراءة شاذة منقولة عن الحسن البصري وغيره.
(٥) سورة البقرة آية «١٠٢» .
(٦) سورة البقرة آية «١٠٢»
(٧) وفي نسخة (علمه) .
(٨) وهو مذهب مالك وعزاه المصنف في شرح مسلم الى احمد بن حنبل أيضا فهو عندهما كافر يقتل ولا يستتاب كالزنديق عنده، وعند الشافعي كبيرة ان لم يكن فيه ما يقتضي الكفر فلا يقتل وتقبل توبته.. فان قتل بكفره قتل قصاصا عنده.

<<  <  ج: ص:  >  >>