للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَهَذَا أَيْضًا لَمْ يُتَّفَقْ عَلَيْهِ.. بَلِ الْأَكْثَرُ ينفون ذلك، وأنه أبو الجن كما آدَمَ أَبُو الْإِنْسِ وَهُوَ قَوْلُ الْحَسَنِ «١» وَقَتَادَةَ «٢» ، وَابْنِ زَيْدٍ «٣» وَقَالَ شَهْرُ «٤» بْنُ حَوْشَبٍ: «كَانَ مِنَ الْجِنِّ الَّذِينَ طَرَدَتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ فِي الْأَرْضِ حِينَ أَفْسَدُوا.. وَالِاسْتِثْنَاءُ مِنْ غَيْرِ الْجِنْسِ «٥» شَائِعٌ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ سَائِغٌ» .

وَقَدْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: «مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّباعَ الظَّنِّ» ومما رووه في الْأَخْبَارِ «٦» : «أَنَّ خَلْقًا مِنَ الْمَلَائِكَةِ عَصَوُا اللَّهَ فَحُرِّقُوا «٧» ، وَأُمِرُوا أَنْ يَسْجُدُوا لِآدَمَ فَأَبَوْا فَحُرِّقُوا، ثُمَّ آخَرُونَ كَذَلِكَ، حَتَّى سَجَدَ لَهُ مَنْ ذَكَرَ اللَّهُ إِلَّا إِبْلِيسَ.. فِي أَخْبَارٍ لَا أَصْلَ لَهَا تَرُدُّهَا صِحَاحُ الْأَخْبَارِ.. فَلَا يُشْتَغَلُ بها والله أعلم.


(١) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٦٠» رقم «٨» .
(٢) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٦٢» رقم «٣» .
(٣) تقدمت ترجمته في ج ٢ ص «٢٤٦» رقم «٣» .
(٤) شهر بن حوشب: بزمة فكر. وهو ممن رووا عنه ووثقوه، وضعفه بعضهم وتوفي سنة احدى عشرة ومائة.. وقيل في تاريخ موته غير ذلك، وله ترجمة في الميزان
(٥) ويسمى الاستثناء المنقطع.
(٦) كما رواه ابن جرير عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما وابن أبي حاتم عن يحيى بن كثير.
(٧) وفي نسخة (فحرفوا) اي طردوا وصرفوا عن مقامهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>