للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مِنْ قَوْلِهِ: «حَتَّى يُخَيَّلَ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَأْتِي أهله ولا يأتيهن» .

وقال سفيان «١» : «هذا أَشَدُّ مَا يَكُونُ مِنَ السِّحْرِ «٢» » ..

وَلَمْ يَأْتِ فِي خَبَرٍ مِنْهَا أَنَّهُ نُقِلَ عَنْهُ فِي ذَلِكَ قَوْلٌ بِخِلَافِ مَا كَانَ أَخْبَرَ أَنَّهُ فعله ولم يفعله، وإنما كانت خواطر وتخييلات.

وَقَدْ قِيلَ: «إِنَّ الْمُرَادَ بِالْحَدِيثِ أَنَّهُ كَانَ يَتَخَيَّلُ الشَّيْءَ أَنَّهُ فَعَلَهُ وَمَا فَعَلَهُ لَكِنَّهُ تَخْيِيلٌ لَا يَعْتَقِدُ صِحَّتَهُ، فَتَكُونُ اعْتِقَادَاتُهُ كُلُّهَا عَلَى السَّدَادِ وَأَقْوَالُهُ عَلَى الصِّحَّةِ» .

هَذَا مَا وقفت عليه من الأجوبة لأئمتنا عن «٣» هذا الحديث مع ما أوضحنا مِنْ مَعْنَى كَلَامِهِمْ، وَزِدْنَاهُ بَيَانًا مِنْ تَلْوِيحَاتِهِمْ «٤» وَكُلُّ وَجْهٍ مِنْهَا مُقْنِعٌ، لَكِنَّهُ قَدْ ظَهَرَ لي في الحديث تأويل أجلى وأبعد عن مَطَاعِنِ ذَوِي الْأَضَالِيلِ، يُسْتَفَادُ مِنْ نَفْسِ الْحَدِيثِ وَهُوَ أَنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ «٥» قَدْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ «٦» عَنِ ابْنِ الْمُسَيَّبِ «٧» وَعُرْوَةَ «٨» بْنِ الزُّبَيْرِ وقال فيه عنهما، سحر يهودي بني زريق


(١) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «١٩١» رقم «٥» .
(٢) ولذا قالت عائشة رضي الله عنها حتى يخيل.. و (حتى) حرف غابة. فلا غاية بعدها.
(٣) وفي نسخة (في) .
(٤) تلويحات: هي الاشارات بغير تصريح.
(٥) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٣٧٩» رقم «٥» .
(٦) في مصنفه عن الزهري عن ابن المسيب.
(٧) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٢٥٢» رقم «٣» .
(٨) عروة بن الزبير بن العوام تابعي ثقة كثير الحديث كان نقيا عالما ثقا مأمونا ولد لست خلون من خلافة عثمان وتوفي في سنة أربع وتسعين من الهجرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>