للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَبَلَغَ «١» الْمُهَاجِرَ «٢» بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ أَمِيرَ الْيَمَنِ لِأَبِي بَكْرٍ «٣» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ امْرَأَةً هُنَاكَ فِي الرِّدَّةِ غَنَّتْ بِسَبِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَطَعَ يَدَهَا، وَنَزَعَ ثَنِيَّتَهَا «٤» ، فَبَلَغَ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ: لَوْلَا مَا فَعَلْتَ لَأَمَرْتُكَ بِقَتْلِهَا، لِأَنَّ حَدَّ الْأَنْبِيَاءِ لَيْسَ يُشْبِهُ الْحُدُودَ.

وَعَنِ ابْنِ «٥» عَبَّاسٍ: هَجَتِ امْرَأَةٌ مِنْ خَطْمَةَ «٦» النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: مَنْ لِي بِهَا؟ .. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهَا: أَنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ.

فَنَهَضَ فَقَتَلَهَا، فَأَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: «لَا يَنْتَطِحُ فِيهَا عنزان «٧» .


(١) في اثر رواه ابن سعد وابن عساكر.
(٢) المهاجر بن أبي أمية: كان اسمه الوليد فكرهه النبي صلّى الله عليه وسلم وسماه المهاجر، لان الوليد اسم فرعون مصر.. والمهاجر أخو ام المؤمنين ام سلمة رضي الله عنها، أرسله رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى اليمن الى الحارث بن عبد كلال الحميري، واستعمله على الصدقات، ثم بعثه ابو بكر رضي الله عنه في خلافته لقتال المرتدين باليمن ففتح الفتوح وله آثار عظيمة في اليمن.
(٣) تقدمت ترجمته في ج ١ ص (١٥٦) رقم (١) .
(٤) ثنيتها: السن المتقدمة
(٥) تقدمت ترجمته في ج ١ ص (٥٢) رقم (٦) .
(٦) خطمة: اسم قبيلة، أبناء سعد بن ثعلبة، وخطمة من الانصار بنو عبد الله بن مالك بن أوس وهذه المرأة هي عصماء بنت مروان من بني أمية، والذي قتلها عمير بن عدي ابن فراشة بن أبيه الخطمي وكان أعمى، وهو امام قومه وقارئهم دخل عليها وهي ترضع ولدها فنحاه عنها ثم أغمد سيفه في بطنها حتى أخرجه من ظهرها.
(٧) مثل ضربة رسول الله صلّى الله عليه وسلم للامر الذي يقع من غير خلف فيه.. والعنزان لا ينتطحان وانما يتشامان ثم يفترقان.

<<  <  ج: ص:  >  >>