للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَاعْتِرَافُهُ بِهَا، وَتَرْكُ تَوْبَتِهِ عَنْهَا، دَلِيلُ اسْتِحْلَالِهِ لِذَلِكَ، وَهُوَ كُفْرٌ أَيْضًا.. فَهَذَا كَافِرٌ بِلَا خِلَافٍ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى فِي مِثْلِهِ: «يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قالُوا، وَلَقَدْ قالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ «١» » .

قَالَ أَهْلُ التَّفْسِيرِ: هِيَ قَوْلُهُمْ: «إِنْ كَانَ مَا يَقُولُ مُحَمَّدٌ حَقًّا «٢» لَنَحْنُ شَرٌّ مِنَ الْحَمِيرِ» .

وَقِيلَ بَلْ قَوْلُ بَعْضِهِمْ «٣» : «مَا مِثْلُنَا وَمِثْلُ مُحَمَّدٍ إِلَّا قَوْلُ الْقَائِلِ سَمِّنْ كَلْبَكَ يأكلك.. ولئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعن منها الأذل» .

وَقَدْ قِيلَ: إِنَّ قَائِلَ مِثْلِ هَذَا إِنْ كَانَ مُسْتَتِرًا «٤» بِهِ أَنَّ حُكْمَهُ حُكْمُ الزِّنْدِيقِ يقتل.. ولأنه قد غيّر دينه.


(١) سورة التوبة آية ٧٦.
(٢) من فتح حصون الشام، وكان القائل لذلك الجلاس بن سويد، أو وديعة بن ثابت، فقال له عامر بن قيس الانصاري: أجل والله ان محمدا لصادق مصدق، وأنت شر من الحمير، فبلغ ذلك رسول الله صلّى الله عليه وسلم وجاء الجلاس فحلف بالله عند منبر النبي صلّى الله عليه وسلم أنه ما قال وان عامرا لكاذب وحلف عامر لقد قال. وقال: اللهم انزل على نبيك الصادق شيئا يصدقني. فنزلت الاية فتاب الجلاس وحسنت توبته.
(٣) تقدمت ترجمته في ج ١ ص «٢٢٤» رقم «٧» .
(٤) وفي رواية (مستسرا) .

<<  <  ج: ص:  >  >>