للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْبَطْنِ وَدُنُوِّ الرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ الْوَاقِعَةُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ، إِنَّمَا هِيَ مِنْ رِوَايَةِ شَرِيكٍ «١» عَنْ أَنَسٍ «٢» فَهِيَ مُنْكَرَةٌ «٣» مِنْ رِوَايَتِهِ.

إِذْ شَقُّ الْبَطْنِ فِي الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ إِنَّمَا كَانَ في صغره صلّى الله عليه وسلم.

وَلِأَنَّهُ قَالَ فِي الْحَدِيثِ: «قَبْلَ أَنْ يُبْعَثَ» والإسراء بالإجماع كَانَ بَعْدَ الْمَبْعَثِ. فَهَذَا كُلُّهُ يُوَهِّنُ مَا وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَنَسٍ «٤» مَعَ أَنَّ أَنَسًا قَدْ بَيَّنَ مِنْ غَيْرِ طَرِيقٍ أَنَّهُ إِنَّمَا رَوَاهُ عَنْ غَيْرِهِ، وَأَنَّهُ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

فَقَالَ مَرَّةً: «عَنْ مَالِكِ «٥» بْنِ صَعْصَعَةَ»

وَفِي كِتَابِ مُسْلِمٍ: «لَعَلَّهُ عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ» عَلَى الشَّكِّ


(١) تقدمت ترجمته في ص (٣٥٤) رقم (٤) .
(٢) تقدمت ترجمته في ص (٤٧) رقم (١) .
(٣) منكرة: أي شاذة مخالفة لروايات سائر الثقات لان شريك طعن فيه ابن حبان وغيره وقالوا ليس بثبت.
(٤) قال العسقلاني في باب المعراج في كتاب المبعث: استنكر بعضهم وقوع شق الصدر ليلة الاسراء وقال: انما وقع وهو صغير في بني سعد. ولا انكار في ذلك فقد تواردت الاخبار وثبت شق الصدر عند البعثة أيضا كما اخرجه أبو نعيم في الدلائل ولكل منها حكمة: وقد ثبت أيضا من غير رواية شريك في الصحيحين من حديث أبي ذر. وان شق الصدر وقع ايضا عند البعثة كما أخرجه أبو داوود والطيالسي في مسنده. وأبو نعيم والبيهقي في دلائل النبوة ... وكذلك قال العراقي والقرطبي.
(٥) تقدمت ترجمته في ص (٣٤٨) رقم (٧) .

<<  <  ج: ص:  >  >>