للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا تخذت أَبَا بَكْرٍ «١» خَلِيلًا لَكِنْ أُخُوَّةُ الْإِسْلَامِ» .

وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ أَرْبَابُ الْقُلُوبِ «أَيُّهُمَا أَرْفَعُ دَرَجَةً.. الْخِلَّةُ أو درجة المحبه» ..

فجعلها بَعْضُهُمْ: «سَوَاءً فَلَا يَكُونُ الْحَبِيبُ إِلَّا خَلِيلًا وَلَا الْخَلِيلُ إِلَّا حَبِيبًا.. لَكِنَّهُ خَصَّ إِبْرَاهِيمَ بِالْخِلَّةِ وَمُحَمَّدًا بِالْمَحَبَّةِ» .

وَبَعْضُهُمْ قَالَ: «دَرَجَةُ الْخِلَّةِ أَرْفَعُ.. وَاحْتَجَّ بِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:

«لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا غَيْرَ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ» فَلَمْ يَتَّخِذْهُ.. وَقَدْ أَطْلَقَ الْمَحَبَّةَ لِفَاطِمَةَ «٢» وَابْنَيْهَا وَأُسَامَةَ «٣» وَغَيْرِهِمْ..

وَأَكْثَرُهُمْ: جَعَلَ الْمَحَبَّةَ أَرْفَعَ مِنَ الْخِلَّةِ لِأَنَّ دَرَجَةَ الْحَبِيبِ نَبِيِّنَا أَرْفَعُ مِنْ دَرَجَةِ الْخَلِيلِ إِبْرَاهِيمَ.

وَأَصْلُ الْمَحَبَّةِ الْمَيْلُ إلى ما يوافق المحبّ «٤» .. ولكن هذا


(١) تقدمت ترجمته في ص «١٥٦» رقم «٦» .
(٢) فاطمة بنت سيد الخلق محمد صلّى الله عليه وسلم وهي ومريم بنت عمران أفضل نساء العالمين زوجها النبي صلّى الله عليه وسلم ابن عمه علي بن أبي طالب وهي الوحيدة التي عاشت بعد أبيها عليه الصلاة والسلام من أبنائه توفيت سنة ١١ هـ بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلم بستة أشهر وقيل أقل من ذلك وكان عمرها ثلاثين سنة أو ما دون.
(٣) أسامة بن زيد بن حارثة الحب ابن الحب يكنى أبا محمد وأمه أم أيمن حاضنة النبي صلّى الله عليه وسلم ولد في الاسلام ومات النبي صلّى الله عليه وسلم وله عشرون سنة وكان قد أمره على جيش عظيم فمات قبل ان يتوجه فأنفذه أبو بكر وكان عمر يجله ويكرمه اعتزل الفتن بعد مقتل سيدنا عثمان الى ان مات في أواخر خلافة معاوية حيث نزل الى المدينة وبها توفي سنة ٥٤ هـ.
(٤) المحب: بضم الميم وفتح الحاء بمعنى المحبوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>