للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قال فِي صِفَةِ أُمَّتِهِ إِنَّهَا «١» : «أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ» .

وَقَدْ قَالَ تَعَالَى فِيهِمْ: «وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَواصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ «٢» أَيْ يَرْحَمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.

فَبَعَثَهُ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلم «٣» ربّه تعالى رحمة لِلْعَالَمِينَ، وَرَحِيمًا بِهِمْ، وَمُتَرَحِّمًا، وَمُسْتَغْفِرًا لَهُمْ، وَجَعَلَ أمته أمة مَرْحُومَةً، وَوَصَفَهَا بِالرَّحْمَةِ وَأَمَرَهَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم بالتراحم وَأَثْنَى عَلَيْهِ فَقَالَ «٤» . «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ» وَقَالَ «٥» : «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ» «ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمُكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ» .

وَأَمَّا رِوَايَةُ «نَبِيِّ الْمَلْحَمَةِ «٦» » فَإِشَارَةٌ إِلَى مَا بُعِثَ بِهِ مِنَ الْقِتَالِ وَالسَّيْفِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.. وَهِيَ صَحِيحَةٌ..

وَرَوَى حُذَيْفَةُ «٧» مِثْلَ حديث أبي موسى «٨» وفيه «٩» :


(١) كما رواه الحاكم في الكنى عن ابن عباس رضي الله عنهما بسند ضعيف. ورواه أبو داوود والطبراني والحاكم في المستدرك. والبيهقي في شعب الايمان بسند صحيح.
(٢) البلد ١٧
(٣) وفي نسخة فبعثه الله رحمة لأمته.
(٤) رواه الشيخان عن أسامة بن زيد الا أنه بلفظ (يرحم) بدل يحب.
(٥) في حديث آخر رواه أبو داوود والترمذي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما
(٦) على ما أخرجه ابن سعد عن مجاهد.
(٧) تقدمت ترجمته في ص «٦٤» رقم «٤» .
(٨) تقدمت ترجمته في ص «١١٨» رقم «٤» .
(٩) رواه احمد، والترمذي في الشمائل.

<<  <  ج: ص:  >  >>