للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَلَيْسَ كُلُّ نَبِيٍّ رَسُولًا وَأَوَّلُ الرُّسُلِ: آدَمُ وَآخِرُهُمْ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

وَفِي حَدِيثِ «١» أَبِي ذَرٍّ «٢» رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: «إِنَّ الأنبياء مئة أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ نَبِيٍّ» وَذَكَرَ أَنَّ الرسل منهم ثلاث مئة وَثَلَاثَةَ عَشَرَ أَوَّلُهُمْ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَدْ بَانَ لَكَ مَعْنَى النُّبُوَّةِ وَالرِّسَالَةِ وَلَيْسَتَا عِنْدَ الْمُحَقِّقِينَ ذَاتًا لِلنَّبِيِّ «٣» .. وَلَا وَصْفَ ذَاتٍ «٤» .. خِلَافًا لِلْكَرَّامِيَّةِ «٥» ، فِي تَطْوِيلٍ لَهُمْ وَتَهْوِيلٍ، لَيْسَ عَلَيْهِ تَعْوِيلٌ..

وَأَمَّا الْوَحْيُ: فَأَصْلُهُ الْإِسْرَاعُ.. فَلَمَّا كَانَ النَّبِيُّ يَتَلَقَّى مَا يَأْتِيهِ مِنْ رَبِّهِ بِعَجَلٍ سُمِّيَ وَحْيًا.. وَسُمِّيَتْ أَنْوَاعُ الْإِلْهَامَاتِ وَحْيًا تَشْبِيهًا بِالْوَحْيِ إِلَى النَّبِيِّ وَسُمِّيَ الْخَطُّ «وَحْيًا» لِسُرْعَةِ حركة يد


(١) رواه أحمد في مسنده وابن حبان والحاكم في مستدركه.
(٢) تقدمت ترجمته في ص «٢٨٥» رقم «١»
(٣) أي ليستا أمرا ذاتيا في الرسول ولا جبلة طبعه الله عليها كالعقل وغيره من الغرائز، وليست النبوة مكتسبة برياضة وتصفية باطن كما ذهب اليه الحكماء وإنما هي أمر طارىء عليه بارادة الله تعالى وفضله والله تعالى أعلم حيث يجعل رسالته.
(٤) اي ليست صفة قائمة بذاته موجودة فيه قبل الوحي اليه.
(٥) الكرامية: بتشديد الراء وتخفيفها على القولين وفتح الكاف وكسرها على التخفيف وهي طائفة تنسب الى محمد بن كرام وكان صاحب مذهب في العقائد وغيرها وله رواية في الحديث وكان يجوز الكذب على النبي صلّى الله عليه وسلم في الترغيب والترهيب لانه له لا عليه ومات في القدس في صفر سنة خمس وخمسين ومائتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>