للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- وضرب هو خارج عن قدرتهم، فَلَمْ يَقْدِرُوا عَلَى الْإِتْيَانِ بِمِثْلِهِ كَإِحْيَاءِ الْمَوْتَى «١» ، وَقَلْبِ الْعَصَا «٢» حَيَّةً، وَإِخْرَاجِ نَاقَةٍ مِنْ صَخْرَةٍ «٣» وَكَلَامِ شَجَرَةٍ «٤» وَنَبْعِ الْمَاءِ مِنَ الْأَصَابِعِ «٥» ، وَانْشِقَاقِ الْقَمَرِ «٦» ، مِمَّا لَا يُمْكِنُ أَنْ يَفْعَلَهُ أَحَدٌ إلّا الله فيكون ذَلِكَ عَلَى يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَحَدِّيهِ مَنْ يُكَذِّبُهُ أَنْ يَأْتِيَ بِمِثْلِهِ تَعْجِيزٌ لَهُ وَاعْلَمْ


- البلاغة وأساليبها على القولين المشهورين في «الصرفة» والذي عليه الجمهور المحققون أن إعجازه إنما هو بما تضمنه من الفصاحة والبلاغة وغرابة الأساليب وبلاغة التراكيب وجزالتها وأنواع البديع ومطابقة المقامات وبديع الفواتح والمقاطع وروائع الاستعارات إلى غير ذلك، مما خرج عن طوق البشر وبلغ ذروة لا تصل إليها خطى الأفكار مع حلاوة وطلاوة تعين السامع. وإن أيسر رد على القول بالصرفة هي الحقيقة التي تمحق هذا القول وتطيح به ذلك أن بعضا ممن أصابهم الغرور وانتابهم السفه والطيش لجؤوا إلى محاكاة القرآن والإتيان بمثله فصدر عنهم كلام نزق مفكك، يدعو إلى الغثاثة والغثيان.. فهذا الأمر يدل دلالة واضحة على عدم صرفهم من الأصل بل إنهم لم يستطيعوا ولن يستطيع غيرهم محاكاة القرآن ولا تقليده وأنى لهم ذلك والقرآن كلام الله عز وجل.
(١) الذي وقع لإبراهيم وعيسى عليهما السلام.
(٢) معجزة لموسى عليه السلام.
(٣) بلا واسطة وأسباب معتادة معجزة لصالح عليه السلام لما اقترح عليه «جندع بن عمرو» سيد قومه أن يخرج لهم من صخرة أسمها «كاتبه» ناقة عشراء فصلى ودعا ربه فتمخضت تمخض الشرج بولدها فانصدعت عن ناقة عشراء وهم ينظرون ثم نتجت مثلها في العظم فآمن جندع في جمع من قومه وتمادى غيرهم في الكفر حتى عقروا الناقة فأخذتهم الرجفة.
(٤) حنين الجذع للنبي صلّى الله عليه وسلم.
(٥) وهذا جرى الرسول صلّى الله عليه وسلم.
(٦) معجزة للرسول صلّى الله عليه وسلم بأن القمر انفلق فلقتين تشاهده وقد ثبت هذا في الأحاديث الصحيحة وروي من طرق متعددة خرجها السيوطي وبه فسر قوله تعالى: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ» سورة القمر (١) .

<<  <  ج: ص:  >  >>