للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْعَجْزِ بِقَوْلِهِمْ: «لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هَذَا «١» » .

وَقَدْ قَالَ لَهُمُ اللَّهُ «وَلَنْ تَفْعَلُوا «٢» » فَمَا فَعَلُوا وَلَا قَدَرُوا وَمَنْ تَعَاطَى ذَلِكَ مِنْ سفهائهم كَمُسَيْلِمَةَ «٣» . كُشِفَ عَوَارُهُ «٤» لِجَمِيعِهِمْ..

وَسَلَبَهُمُ اللَّهُ مَا ألفوه من فضح كَلَامِهِمْ.. وَإِلَّا فَلَمْ يَخْفَ عَلَى أَهْلِ الْمَيْزِ «٥» منهم أنّه ليس من نمط فصاحتم، وَلَا جِنْسِ بَلَاغَتِهِمْ.. بَلْ وَلَّوْا عَنْهُ مُدْبِرِينَ وَأَتَوْا مُذْعِنِينَ مِنْ بَيْنِ مُهْتَدٍ وَبَيْنِ مَفْتُونٍ وَلِهَذَا لَمَّا سَمِعَ الْوَلِيدُ «٦» بْنُ الْمُغِيرَةِ مِنَ النبي صلى الله عليه وسلم «٧» «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ «٨» » الْآيَةَ. قَالَ: «وَاللَّهِ إِنَّ لَهُ لِحَلَاوَةً.. وَإِنَّ عليه


(١) «إِنْ هذا إِلَّا أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ» سورة الأنفال آية (٣١)
(٢) «فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكافِرِينَ» سورة البقرة آية «٢٤»
(٣) وهو مسليمة بن تمامة بن كبير الحنفي الوائلي من بني حنيفة ومن المعمرين ولد ونشأ باليمامة ووفد عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يسلم وتنبأ في حياته صلّى الله عليه وسلم وكتب مسيلمة اليه من مسيلمة رسول الله الى محمد رسول الله ... فرد عليه من محمد رسول الله الى مسيلمة الكذاب ... وذلك في أواخر سنة ١٠ هـ قتل على يد خالد بن الوليد في خلافة سيدنا أبي بكر سنة ١٢ هـ
(٤) عواره: عيب نفسه.
(٥) الميز: بفتح الميم وسكون التحتية والزاي المعجمة أي التمييز والعقل.
(٦) هو الوليد بن المغيرة بن عبد الله المخزومي زعيم قريش وكبيرها وهو والد خالد بن الوليد رضي الله عنه مات كافرا.
(٧) هذا الحديث رواه البيهقي عن عكرمة مرسلا. وكذا ذكره ابن عبد البر في الاستيعاب بغير اسناد. ورواه البيهقي في الشعب من حديث ابن عباس بسند جيد إلا أنه قال: إن الوليد بن المغيرة بدل خالد بن عقبة. وكذا ذكر ابن اسحق في سيرته.
(٨) سورة النحل آية (٩٠) .

<<  <  ج: ص:  >  >>