للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَكَانَ جَمِيعُ هَذَا كَمَا قَالَ.. فَغَلَبَتِ الرُّومُ فَارِسَ فِي بِضْعِ سِنِينَ.

وَدَخَلَ النَّاسُ فِي الْإِسْلَامِ أَفْوَاجًا فَمَا مَاتَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي بِلَادِ الْعَرَبِ كُلِّهَا مَوْضِعٌ لَمْ يَدْخُلْهُ الْإِسْلَامُ. وَاسْتَخْلَفَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ فِي الْأَرْضِ ومكن دِينَهُمْ.. وَمَلَّكَهُمْ إِيَّاهَا مِنْ أَقْصَى الْمَشَارِقِ إِلَى أَقْصَى الْمَغَارِبِ.. كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم «١» «زويت «٢» لي الْأَرْضُ فَأُرِيتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَسَيَبْلُغُ مُلْكُ أُمَّتِي مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا» .

وَقَوْلِهِ: «إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ «٣» وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ «٤» » فَكَانَ كَذَلِكَ، لَا يَكَادُ يُعَدُّ مَنْ سَعَى فِي تَغْيِيرِهِ وَتَبْدِيلِ مُحْكَمِهِ مِنَ الْمُلْحِدَةِ «٥» وَالْمُعَطِّلَةِ «٦» لا سيما القرامطة «٧» ، فأجمعوا كيدهم،


(١) رواه مسلم عن ثوبان مرفوعا.
(٢) زويت: بزاي معجمة وواو وياء مبني للمجهول أي جمعت وطويت.
(٣) أخبر الله تعالى بانه تولى حفظ القرآن من التبديل والتغيير في سائر الأزمان بدلالة الاسمية المؤكدة..
(٤) سورة الحجر اية «٩»
(٥) الملحدة: أي المائلة عن الحق الى الباطل كالحلولية والاتحادية وأمثالهما.
(٦) المعطلة: أي بتعطيل الكون من المكون كالدهرية ونحوها.
(٧) القرامطة: هم طائفة من الملحدين أيضا، قال السمعاني في الانساب: «القرمطي بكسر القاف وسكون الراء وكسر الميم والطاء المهملة نسبة لطائفة خبيثة من أهل هجر والحسا وأصلهم من سواد الكوفة يقال له قرمط، وقيل حمدان بن قرمط وسبب ظهورهم أن جماعة من اولاد بهرام جوز ذكروا آباءهم وجدودهم وما كانوا فيه من العز والملك وزوال ذلك بدولة الاسلام في أيام أبي مسلم الخراساني ونقله الخلافه المروانية وهو من الموالي وهم من أولاد الملوك فاتفقوا على رفع الاسلام ونقض عراه وراحوا يعيثون في الأرض فسادا.

<<  <  ج: ص:  >  >>