للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بشاطيء الْوَادِي. فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم إلى إحداها..

فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ: انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ.. فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَالْبَعِيرِ الْمَخْشُوشِ «١» الَّذِي يُصَانِعُ قَائِدَهُ.. وَذَكَرَ أَنَّهُ فَعَلَ بِالْأُخْرَى مِثْلَ ذَلِكَ- حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمَنْصِفِ «٢» بَيْنَهُمَا قَالَ التئما عليّ بإذن لله فَالْتَأَمَتَا..

وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى «٣» فَقَالَ: يَا جَابِرُ قُلْ لِهَذِهِ الشَّجَرَةِ يَقُولُ لَكِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، الْحَقِي بِصَاحِبَتِكِ حَتَّى أجلس خلفكما فزحفت حَتَّى لَحِقَتْ بِصَاحِبَتِهَا، فَجَلَسَ خَلْفَهُمَا، فَخَرَجْتُ أَحْضِرُ «٤» وجلست أحدث نفسي. فالتفت فإذا رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُقْبِلًا وَالشَّجَرَتَانِ قَدِ افْتَرَقَتَا، فَقَامَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا عَلَى سَاقٍ فَوَقَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقْفَةً فَقَالَ بِرَأْسِهِ هَكَذَا يَمِينًا وَشِمَالًا. وروي «٥» أسامه «٦» بن زيد


(١) المخشوش: بخاء وشينين معجمئين الذي جعل في أنفه عود يربط علية حبل ويشد به الزمام لينقاد.
(٢) المنصف: بفتح الميم وسكون النون وفتح الصاد المهملة أي حل وسط المكان.
(٣) لمسلم وغيره.
(٤) أحضر: بضم الهمزة وسكون الحاء المهملة وكسر الضاد المعجمة والراء المهملة أي أسرع في العدو من الحضر بالضم والسكون وهو العدو. وانما فعل ذلك حتى لا يتأذى من قربه رسول الله صلّى الله عليه وسلم.
(٥) رواه البيهقي وأبو يعلى بسند حسن عنه.
(٦) تقدمت ترجمته في ص «٤١٢» رقم «٣» .

<<  <  ج: ص:  >  >>